حلقة نقاشية حول غزة ومستقبل القضية الفلسطينية
نظم مركز آتون للدراسات حلقة نقاشية حول (غزة ومستقبل القضية الفلسطينية) شارك فيها دكتور فرناز عطية الباحثة السياسية المتخصصة في الداخل الإسرائيلي، والكاتب الكبير محمد أمين المصرى مراسل الأهرام السابق في قطاع غزة، وخبير الشئون الفلسطينية محمد حماده، والشاعر والكاتب أحمد عبادى، وادارها فتحى محمود مدير المركز، الذى أكد أن العدوان الإسرائيلى الحالي على غزة قد يفرز وضعا جديدا في القطاع الأمر الذى سيكون له تأثيراته على مستقبل القضية الفلسطينية.
في البداية أوضحت د. فرناز عطية أن اختراق السياج الأمنى للمستوطنات القريبة من غزة بهذا الشكل، سابقة لم تحدث من قبل، وأصبح هناك تشكيك بالأجهزة الاستخبارية الخاصة بإسرائيل، سواء الموساد أو الشاباك، لعدم قدرتهم على اكتشاف ذلك، أو توفير معلومات عنه، فهذه العملية فيها شئ مميز من الأحداث لم تتعرض له إسرائيل قبل ذلك، إلا خلال حرب أكتوبر 1973، هذا يقودنا للحديث حول ما يمكن أن يؤول إليه الوضع، وهو يتضمن أكثر من شق:
بالنسبة لإسرائيل، فإن جهودها مفتوحة على أكثر من جبهة، مثل الضفة الغربية حيث تحاول استثمار انشغال العالم عن موضوع غزة، والجرحى وكل ما يحدث، بالبدأ فى التهام أجزاء من الضفة الغربية… هناك عمليات قتل بشكل دورى يومى.. عمليات هدم البيوت.. عمليات استيطان تحدث،بالإضافة لعمل المنظمات والجمعيات الأهلية الإسرائيلية الموجودة، وكان أبرزها فى الفترة الأخيرة جمعية عتيدنا.. بالعبرية مستقبلنا.. هذه الجمعية نوع من أنواع القوى الناعمة، فهى تستهدف بشكل أساسى الشباب الفلسطينى، بداية من مراحل المدارس مرحلة ابتدائية.. مرحلة مراهقة، إلى مرحلة الشباب خريجى الجامعات، وذلك من خلال توفير فرص عمل لهم، للقيام بإلهائهم، وطمس الهوية الفلسطينية بشكل كبير.
أيضا المفارقة الكبيرة التى تجعلنا نضع علامات استفهام كبيرة، إن تكوين مثل أن المؤسسين لها هم من أشد الناس المتطرفين فى اليمين الصهيونى، كيف يكون المؤسسين بهذا الشكل، وهى تقوم بتقديم خدمات ومساعدات للفلسطينيين، فهى نوع من أنواع الأذرع الإسرائيلية فى عملية التوسع وإنهاء القضية الفلسطينية.
موضوع ثان.. لبنان.. هناك ضرب فى الجنوب اللبنانى منذ قيام عملية طوفان الأقصى، هناك تبادل لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لكنه لم يصل إلى تجاوز الحد الذى نسمع عنه بشكل معتاد فى كل مرحلة من مراحل الصراع والمناوشات ما بين شد وجذب بين الجانب اللبنانى وحزب الله والجانب الإسرائيلى.
من ناحية أخرى .. موقف مصر، وهذا عنصر مهم جدا.. حكاية الخطة التى تقال علانية وصراحة من قبل مسئولين إسرائيليين، وهى مخطط لها ومعدة مسبقًا، نقل او الترانسفير الخاص بالفلسطينيين من غزة للجانب المصرى فى سيناء.. وهذا مخطط له منذ زمن، وهى للأسف يعاد محاولة تطبيقها .. أو تطفوا للسطح من جديد بشكل أو بآخر.. هم يحاولون تنفيذها، على أساس يقوموا بنقل الفلسطينيين بالضغط على الجانب المصرى لفتح المعبر، مما يسبب لنا سيولة فى الحدود تحدث منها مشاكل أمنية كبيرة جدًا، وشاهدنا ذلك عام 2012 مع الربيع العربى – كما أطلق عليه –سبب للسلطة المصرية والشعب المصرى بأكمله مشاكل كثيرة جدًا وطبعًا لن تكون عملية ترحيل مؤقتة، فبمجرد دخول الفلسطينيين ستجد المستوطنيين الإسرائيليين مكانهم، وهذه كانت جزئية مهمة جدًا أدت لزيادة الأعباء على الدولة المصرية.
فالفترة الحالية التى نعيش فيها فترة حرجة لمصر .. أزمة اقتصادية طاحنة.. استقبال عدد كبير من اللاجئين، من دول مختلفة.. العراق.. اليمن.. سوريا.. السودان مؤخرًا.. بالإضافة للتوتر على الحدود الموجودة، فلو نظرنا على الخريطة سنجد أن دول الجوار تسبب لمصر أزمات، ، ليبيا من الغرب، ومن الشرق الوضع كما نشاهد ومتعايشين معه، ومن ناحية أخرى السودان من الجنوب.
وتضيف د. فرناز ان البعد الأخير.. هو البعد الاقتصادى، فمن الناحية الاقتصادية بالنسبة لإسرائيل الوضع الاقتصادى تأثر بعد تلك الضربة التى وجهت لها، مؤشرات كبيرة جدا تؤكد بالأزمة الاقتصادية.. الشيكل بدأ كعملة فى الهبوط بشكل كبير جدا، استدعاء الاحتياط تسبب فى أزمة لأنه يؤثر على الانتاج والصناعة.
من ناحية أخرى سوق الأعمال والبورصة، تأثرت بشكل كبير جدا الشركات العلمية بدأت بنقل فروعها أو غلقها، مشروعات اقتصادية مع بعض الدول المطبعة، بدأت تتأثر المشروعات الموجودة فى إسرائيل، لإن رأس المال “جبان” كما نعرف، فهناك مشروعات بدأت تخفض من نشاطها أو تجمده إلى حين انتهاء الأوضاع الساخنة الموجودة على الساحة.
ويعانى البنك المركزى الإسرائيلى، من تلك المشاكل الاقتصادية وبدأت تظهر بشكل كبير جدًا، لكن طلب المد والعون من طريقين، الطريق الأول هو طلب العون من الولايات المتحدة الأمريكية، التى بدأت بالدعم بأموال ضخمة كثيرة للدعم الحربى، ودعم الاقتصاد الإسرائيلى… الطريقة الثانية تسمى بسقوط الشتات، الذين بدأوا يتسولوا من اليهود الموجودين فى العالم عمومًا، لدعم المجهود الحربى، ودعم الاقتصاد الإسرائيلى… كلها مؤشرات خطيرة لإسرائيل.
وحول الحرب البرية المتوقعة في غزة.
قال الكاتب الكبير محمد أمين المصرى: أعتقد أنها ستكون ضربة قوية لرفع الروح المعنوية الإسرائيلية، فبعد تجربة 1973، التى كانت تجربة مريرة وبعد50 سنة نجد تجربة أخرى على أيدى ما يسمى ميليشيات، وليس جيش أمام جيش، بمعنى أن الجيش المصرى كان اقوى جيش فى المنطقة وكان جيش أمام جيش.. فالفكرة فى المفاجأة.. بقدر أن الضربة كانت قوية، والخسائر كبيرة جدا، فحرب 1973 كانت حرب طويلة لكن لم نشاهد هذا الضرب المبرح الذى حدث، ففى حرب 2014 خلال 50 يوما لم نشاهد القتلى وهذا الضرب البرح، ولذلك قول نتنياهو “أنا حقطع دابر حماس” فهو هنا هو لديه النية والعزم للقضاء على حماس.
لكن أنا فى تقديرى لا يوجد جندى واحد من حماس فوق الأرض.. كلهم تحت الأرض، فضرب حماس لإسرائيل كان عن طريق انفاق، بغض النظر على المشاهد التى شاهدناها فوق الأرض، فإسرائيل الآن تضرب انتقاما.. هناك شهداء كثيرون ومصابين كثيرين، لكن فى النهاية لن تستطيع إسرائيل السيطرة على غزة.. والنقطة الهامة جدًا، هى نقطة “التهجير”، وهذه النقطة مطروحة منذ أيام 1959، كشفها فى الصحف الإسرائيلية وقتها شلومو بن عامى وزير خارجية إسرائيل، وردت عليها الصحافة المصرية، ورد عليها عمرو موسى.
حتى عندما اعتدى شارون على غزة 2005 بمجرد انسحابه من القطاع ، وفتح المعبر مع الجانب المصرى… فى يومين ثلاثة عاد الغزويين مرة أخرى للقطاع… لأنهم يعلمون قيمة هذا المعبر بالذات.. هذا المعبر هو رئة فلسطين بقطاع غزة، ومعبر إيرز من الضفة إلى الأردن.
إسرائيل نجحت الآن فى ضرب البنية التحتية وعمل تشتيت للمواطنين ما بين شمال وبين جنوب، وليست فى احتياج إلى الدخول فى حرب برية الآن .. لأنه لو اجتاح الجيش الإسرائيلي غزة ستكون هذه حرب مدن وستضر إسرائيل، لأنهم يعلمون مدى الخسائر للجيش الإسرائيلى، وهناك ضغوط أمريكية لتأجيل الاجتياح البرى لإسرائيل، وإن الضربات الجوية تؤدى الغرض، لكن الاجتياح البرى سيضر صورة أمريكا والاتحاد الأوروبى فى الوطن العربى بالكامل.
نعود إلى حماس… فحماس لم تكن تتوقع أن تكون الرد الإسرائيلى أن يكون بكل هذه القوة التى ردت بها. فحماس تحاول لم شملها مرة أخرى، وتقوم بضرب صواريخ على أجزاء من إسرائيل ولكن ليس بشكل قوى.مراحل الحرب بدأت بقصف جوى، وستطول نوعًا ما، أخر مرحلة يمكن التفكير فيها هى مرحلة الاجتياح، ولم ينجح فيها بسبب المقاومة الفلسطينية.
وعقب فتحى محمود بالتأكيد على أن حماس لم تكن متوقعة رد الفعل الإسرائيلى العنيف!.. لأنها لو كانت متوقعة رد الفعل ذلك، لأن نفس تلك التجربة قام بها حزب الله فى لبنان فى 2006، فإسرائيل شنت حرب شاملة على لبنان دمرت البنية التحتية لحزب الله بالكامل، وخلال تلك الحرب اعترف لى أحد قيادات حزب اله بأنهم لو كانوا يعرفون بأن رد فعل إسرائيل سيكون كذلك، ما خطفوا الجنديين الإسرائيليين .. وبعدها حزب الله لم يقم بأى عملية على نفس المستوى ضد إسرائيل نهائيا من 2006 إلى الآن.. وحتى الاشتباكات التى تدور الآن على الحدود بين حزب الله وإسرائيل مازالت في إطار قواعد الاشتباك المتعارف عليها ولم يتم لم تجاوز قواعد الاشتباك، لا من ناحية إسرائيل، ولا من ناحية حزب الله… وهذا معناه أن الطرفان ليس لديهم رغبة للدخول فى حالة حرب.. وإيران لا تريد الحرب، باعتبارها الراعى الرسمى لحزب الله. ولذلك أنا مقتنع أن حماس لم تكن تتصور رد الفعل السرائيلى بهذا الشكل.
من جانبه أوضح الكاتب الصحفى محمد حماده أن حماس نفذت خطة خداع إستراتيجى ممنهجة لخداع الجانب الإسرائيلى. بدليل أنها خلال شهر مايو الفائت تركت حركة الجهاد وحدها تواجه الجانب الإسرائيلى فى الأراضى الإسرائيلية، ولذلك تجدد كلام حماس فى مؤتمر الجزائر، كانت حماس مخططة تخطيط جيد جدا فى خداع الجانب الإسرائيلى فى العملية العسكرية.
كما أن الضربات الدقيقة لحماس تؤكد على حالة تقنية تطوير الاعلام الحربى فيه احتراف، والدليل على ذلك الأهداف جانب بعضها للمستوطنات فى غلاف غزة، وهذا يدل على أن هناك مساعدة من إحداثيات أو تكنولوجيا تم استخدامها فى تنفيذ هذه الضربات فلم تكن ضربات عادية، وقد يكون هناك أطراف أخرى، مثل إيران أو روسيا، ساعدت حماس فى تنفيذ هذه العمليات، ولذلك هى قامت بعملية برية بحرية جوية فى آن واحد.
مهم جدًا أيضا: نحن كنا دائما نعانى من وجود العملاء داخل غزة… لكن حماس استطاعت أن تخدع العملاء وتقوم بهذه العملية رغم رغم تحذيرات الجبهات من بعض الدول، نقطة أخرى مهمة جدا: اللطمة التى تعرض لها الكيان الصهيونى وكبدته خسائر كبيرة، وبالتالى رد الفعل والإمداد والدعم الأمريكى، وأنها أرسلت حاملات الطائرات إلى الشرق المتوسط، وهذا يدل على أن الولايات المتحدة جاءت إلى الشرق المتوسط لإرسال رسالة قوية أنها داعمة لإسرائيل وأيضا شاهدنا الدعم الأوروبى وما إلى ذلك، وأن الولايات المتحدة تريد إرسال رسالة أن إسرائيل ليست وحدها، فى مواجهة طرف حماس أو أى دول إقليمية، وفى تصورى أن وجود الولايات المتحدة فى هذه المنطقة رسالة ايضا إلى روسيا، وفى تصورى أيضا أن الدعم الأمريكى لا محدود، قطع عسكرية وذخائر وما إلى ذلك، الهدف منه هو عودة إلهيبة الكيان الصهيونى، وفى تصورى أن الاجتياح البرى مستبعد على الرغم من وجود تعبئة عامة على الجانب الحدودى، وعلى الرغم من التحذيرات الفلسطينية للرعايا الإسرائيلين فى بعض الدول كالإجلاء وغير ذلك.. فبالأمس شاهدنا عمليات طعن وبالأمس شاهدنا محاولة لتفجير السفارة فى قبرص من القنصلية أو السفارة الإسرائيلية. أعتقد أن الشارع العربى والإسلامى فى حالة غليان، على الرغم من وجود بعض القادة العرب فى حالة تطبيع، إلا أن الشارع يضغط على الحكام، وشاهدنا على استحياء بعض الدول التى كانت من المفروض أن تكون فى الصف الأمامى للقضية. تتحدث عن تجنب المدنيين من الطرفين وغير ذلك، وهذا ما يعتبر عدم الخروج ببيان ختامى فى قمة القاهرة نتيجة هذا التباين فى إدانة أو عدم إدانة حماس.
موقف مصر كان واضحًا بعدم الاقتراب إلى الحدود والدعم المصرى من الشعب المصرى للقيادة السياسية، والخروج إلى الشوارع.. الملايين التى خرجت، تعبر عن الوقوف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى هذه نقطة. النقطة الأخرى، أنها لم تفرط أبدًا فى أى حبة رمل من سيناء.. وهذه خطة وفى بداية الألفينات كانت ستنفذ. الوضع الآن اختلف..الجيش المصرى قوى.. حملات الطائرات الموجودة فى هذا المكان ليست موجهة إلى حماس. فحماس أضعف من ذلك، وحزب الله أضعف من ذلك، لكنها موجهة إلى الجانب المصرى حتى لا يتدخل، هناك توضيح للرؤية ضمن مكتسبات قمة القاهرة للسلام، هو توضيح للرؤى فى الموقف المصرى، بالإضافة للدعم الشعبى للرئيس عبدالفتاح السيسى، وخرجنا بمكتسب آخر وهو الممر الآمن ودخول المساعدات. كان من اللازم دخول المساعدات، لأن الوضع متفاقم جدًا، الوضع مأساة حقيقية، فهو يعتبر تعذيب جماعى لأبناء الشعب الفلسطينى.
أعتقد أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية مع وجود 2000 من المارينز فى المنطقة.. فالمخرج الآن للقضية الفلسطينية… محمود عباس كان أداءه باهت فى هذا الأمر، وكأنه يريد القضاء عل حماس، وليس توحيد الصف الفلسطينى، والدليل على ذلك لم يتم إيصال المد من محمود عباس، ونحن شاهدنا نجاح إسرائيل فى أنها تقوم بتدمير 30% من قطاع غزة فى الشمال، ونجحت أيضًا فى أن تحقق خسائر كبيرة فى العنصر البشرى، من النساء والأطفال وغير ذلك… كل هذه الأعداد التى وصلت أكثر من 5200 حتى الآن، الغرض منها هو تسكين الرأى العام الإسرائيلى.. فهناك حوالى 66% يحمل نتنياهو ما حدث من طوفان الأقصى.
أيضًا نتنياهو فقد مصداقيته فى توفير الأمن الداخلى، فهو كان لديه أزمة داخلية أصلاً مع الشارع الإسرائيلى فى التدخل فى القضاء والتعيينات وما إلى ذلك وشاهدنا المظاهرات التى كانت تحدث كل أسبوع، هو فعلا استطاع أن يصدر الأزمة الداخلية إلى الخارج من خلال الطرف الضعيف هو قطاع غزة.
المخرج الوحيد حاليًا فى تصورى أن الولايات المتحدة سوف تفرض شروط لوقف إطلاق النار، وهى أن يكون هناك ضمانات من بعض الدول العربية فى عدم تكرار مثل هذا الأمر.. أن يكون هناك فكرة – وهذا فى قناعاتى – أن يكون هناك فكرة لوجود قوات دولية تقف ما بين الجانب الفلسطينى والجانب الإسرائيلى، مثلما حدث فى جنوب لبنان، وما حدث فى سيناء، لتوفير الأمن لإسرائيل.
الوضع لم يخرج عن السيطرة، لأنه كما تحدث رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى، ان إمدادات الطاقة فى المنطقة مهددة، لاتساع رقعة الدول، للضغط الشعبى فى الشارع، بدأت تندد بالهجمات الإسرائيلية، باكستان على سبيل المثال، إيران، بعض الدول الإسلامية، المطلوب الآن كبح جماح القوى الغاشمة لإسرائيل. نقطة أخرى مهمة، وهو موقف محمود عباس، لابد أن يكون هناك رؤية للخروج من الأزمة، ليس فقط تسليم محمود عباس على المبعوثين والدبلوماسيين، لابد من وجود رؤية واضحة للخروج من الأزمة.
لكن الشاعر والكاتب أحمد عبادى اختلف حول نقطة عدم علم حماس مسبقا برد الفعل الإسرائيلي الضخم، وقال أن حماس كانت تهدف من تلك العملية لإحراج إسرائيل وإفقادها توازنها واستفزاز الغرور الإسرائيلي، وكانت تعلم رد الفعل وتتحسب له، وهى في انتظار الاجتياح البرى لتتصدى له من خلال مقاتليها وحرب شوارع هي تجيدها.
وانشد عبادى جزء من قصيد حول فلسطين قال فيها:
يا قمر غاب عن سمانا
قولي إيه آخر الأنين
ليه قدرنا نعيش حزانى
في الليالي مجروحين
ليه علينا تهون دمانا
ليه تغرقنا المهانة
ليه ربيعنا يموت ويدبل
عالروابي في دير ياسين
يا زمن غدرك في طبعك
ولا غدرك مننا
الأسى والظلم زرعك
ولا هما زرعنا
ليه بنتلون بخوفنا
ليه بتتشوه حروفنا
ليه علينا العزة هانت
ونسيناها من سنين
يا قميص الحزن الاسود
إمتى تتحول فرح
إمتى صبحي شراعه يفرد
فوق زماني اللي انجرح
إمتى نرجع تاني أمة
في الشدايد نبقى لمه
تتولد تاني في عيونا
نجمه فتناها في جنين
يا قمر كان في العلالي
وفي سمانا كان منور
تهت منا في الليالي
فين يا غالي عليك ندور
كان قمرنا وياما كان
بدر ضيه في المكان
غاب قمرنا ونوره سافر
عن ديارنا في ليل حزين
يا نجوم شارده وحزينة
قولي فين سافر قمرنا
بكره يرجع تاني لينا
ولا هو خلاص هجرنا
يا ليالي الانكسار
مهما طال الانتظار
مش هنقدر لحظه ننسى
لون جراحنا في دير ياسين