“نحو وستفاليا مشرقية”.. مركز آتون يدشن صالونه الثقافي بندوة للمفكر العربي الكبير عبدالحسين شعبان

تحت عنوان “نحو وستفاليا مشرقية”، استهل مركز آتون للدراسات أولى ندوات صالونه الثقافي بحضور المفكر العربي الكبير الدكتور عبدالحسين شعبان وقد تطرقت إلى كثير من إشكاليات الشرق الأوسط وشعوب وقوميات المنطقة، وذلك بحضور لفيف من المثقفين والدبلوماسيين والأكاديميين والسياسيين والصحفيين من مصر والعراق وسوريا واليمن.
قدم الندوة الكاتب الصحفي فتحي محمود مدير مركز آتون للدراسات، والذي أعرب عن سعادته في بداية الحديث أن يكون حضور المفكر العراقي الدكتور عبدالحسين شعبان لتلك الندوة بداية لتدشين الصالون الثقافي بالمركز ليكون ملتقى لكل مثقفي المنطقة العربية من مختلف الاتجاهات.
ونوه محمود إلى أن موضوع الندوة يحمل أهمية كبيرة والذي يدور حول اتفاقية أو صلح وستفاليا، ونوه إلى أن هذه المعاهدة قضت على الحروب الدينية في أوروبا، إلا أن ما يجري في الشرق الأوسط أو في الدول العربية حروب سياسية أكثر منها دينية، وكأنه يثير تساؤلات حول نقل فكرة وستفاليا إلى المنطقة، لافتًا إلى أن المفكر العراقي لديه فكرة أشمل من ذلك حول هذا الموضوع.
انتقلت الكلمة إلى الدكتور عبدالحسين شعبان والذي أعرب عن شكره لمركز آتون عن تنظيم هذا اللقاء له وعلى أرض جمهورية مصر العربية بحضور نخبة متميزة من المثقفين والباحثين والمعنيين بالشأن العام، ثم انطلق إلى موضوع حديثه “نحو وستفاليا مشرقية” كأطروحة يقدمها وقد أعياه ما ألم بشعوب الشرق الأوسط من صراعات وصدامات وتوترات، وقد ارتكز في هذا السياق على تساؤل رئيسي يتعلق بكيف يمكن أن يتم إنجاز قضية التعاون بين شعوب المنطقة وإنجاز مصالحة تاريخية سواء داخل إطار كل دولة أو بين دول الإقليم، وقد استشهد بمعاهدة وستفاليا التي أنهت عقودًا من الحروب الدينية الدموية في أوروبا، مشيرًا إلى أن الهدف ليس مجرد اقتباس وإنما الهدف أخذ الدروس التي يمكن أن تساعدنا في التغلب على أزماتنا.
وفي سياق تقديمه لطرحه، سبر المفكر العراقي الكبير بعضًا من أغوار خريطة الصراعات في المنطقة بما تتضمن من قوميات رئيسية هم العرب والترك والفرس والكرد، مشيرًا إلى أن القومية الأخيرة لديها كل ما يؤهلها لتكون من أهم قوميات المنطقة، ومؤكدًا هنا الحاجة إلى تسويات دينية ومذهبية حتى لا تستغل تلك الخلافات من قبل السنية السياسية أو الشيعية السياسية.
تفريغ المنطقة من تنوعها
وتطرق شعبان إلى مسألة في غاية الخطورة وهي تفريغ منطقتنا من تنوعها الهوياتي والثقافي وتحويلها إلى دول مجهرية، وضرب مثلًا بتفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين بشكل تدريجي، مدللًا على ذلك بمدينة القدس التي قال إن عدد المسيحيين بها كانوا 50 ألفًا قبل الاحتلال الإسرائيلي، أما الآن فلا يتجاوز عددهم 5 آلاف، أما العراق فكان عددهم نحو مليون وربع قبل الاحتلال الأمريكي عام 2003 ليصبحوا نحو 600 ألف حتى ظهور تنظيم داعش الإرهابي ليصبح عددهم بعدها نحو 250 ألفًا فقط.
لفت كذلك إلى أن المسيحيين كان عددهم في سوريا نحو 16% من السكان أما الآن فلا يتجاوزون 6%، كما أن هناك نحو 700 ألف مسيحي هاجروا من لبنان خلال الحرب الأهلية، وتساءل مجددًا لماذا يراد تفريغ المنطقة من المسيحيين وهم قبل العرب وأنجبوا حضارة وساهموا في التنوير، وما إذا كان هذا بفعل فاعل، معتبرًا أن هذا التفريغ يعبر عن تحديات كبرى تواجه المنطقة، قائلًا إنه إذا كان برنارد لويس يطرح عام 1979 تقسيم دول المنطقة إلى 41 كيانًا وأن تتحول دول المنطقة إلى كيانات مجهرية فإن الشرق الأوسط سيتحول إلى أقليات تكون فيها إسرائيل هي المتفوقة بما تتقدم به وما تتلقاه من دعم للغرب.
أشار كذلك إلى أن هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق قال في عام 1957 وبعد انهيار الحركة الكردية إن علينا أن نشيد إمارة وراء كل بئر نفط، كما تطرق إلى تقرير لجنة بايك (أوتيس بايك) المقدم إلى الكونجرس الأمريكي عام 1976 والذي يقوم على 3 أركان أولها أن سوريا والعراق يجب أن تبقيان متباعدتين كون دمشق ترفض الدخول في أي تفاهمات تسوية، كما أكد ضرورة انتهاء اليمن الجنوبي، كما أكد أنه يجب أن تجري تغيرات جيوبوليتيكية في المنطقة، كما يقول إن واشنطن لم تقدم مساعدات بما فيه الكفاية إلى الحركة الكردية وقد تركها بشكل لا أخلاقي دون مساعدات وفي نفس الوقت لم يترك لها التعامل مع الحكومة العراقية.
لماذا وستفاليا؟
ولفت إلى أن هذا العرض والمعلومات التي أشار إليها تصب باتجاه الدعوة إلى وستفاليا مشرقية الآن، قائلًا إنه في غيابها وإذا استمر الوضع الحالي فإن المنطقة ستندثر تباعًا إلى التشرذم، وستنشأ كيانات ودوقيات وإمارات مجهرية، مشددًا على أنه لذلك فإن الدعوة إلى وستفاليا تكتسب أهمية كبيرة نتيجة ما وصلت إليه المنطقة.
وتحت فكرة مفاوضات 50 عامًا ولا حرب لساعة، استعرض الدكتور عبدالحسين شعبان بعضًا من التفاصيل التاريخية لاتفاقية وستفاليا، موضحَا أنها معاهدة أو صلح أبرم عام 1648 بعد حرب دامت 30 عامًا كان لها آثار كارثية على البشرية، مشيرًا إلى أن المناطق التي تشكل ألمانيا التي نعرفها الآن فقدت 13 مليون إنسان منها على الأقل في هذه الحرب التي جاءت بعد حرب الـ100 عام التي راح خلالها ملايين البشر، موضحًا أن وستفاليا اكتسبت أهميتها من كونها وضعت نظامًا جديدًا يقوم على عناصر رئيسية أبرزها الاعتراف المتبادل بالسيادة، وحق ممارسة الشعائر والطقوس الدينية والمذهبية بحرية، وحق مرور البضائع والسلع دون اعتراضات مع رسوم معينة يتم الاتفاق عليها، والتأسيس للدولة القومية في أوروبا أو الدولة الأمة، وقد استمر هذا النظام نحو 140 عامًا أي حتى الثورة الفرنسية عام 1789 التي قطعت هذا النظام بالتدخلات والحروب التي حدثت بعدها، وعقب هزيمة نابليون تأسس نظام جديد أعاد ما كان قائمًا من قبل وحافظ على الأنظمة القائمة وكبح أي حركة تقوم ضدها، ثم نظام معاهدة فيينا التي وقعت عام 1845 والذي استمر حتى الحرب العالمية الأولى 1916 والذي انهار بالكامل، ثم نظام قلق بين الحربين العالميتين، ثم نظامًا جديدًا بعدهما سمي “الحرب الباردة” الذي استمر حتى انهيار جدار برلين عام 1989.
ثم يعود المفكر العراقي ويقدم توصيفًا للظروف الراهنة في المنطقة، فالعراق يعاني من مشكلة كردية معتقة منذ الحرب العالمية الأولى، مشيرًا إلى أن الكرد لم يستفتوا ولم يؤخذ رأيهم في قيام المملكة العراقية ما أدى إلى صراعات أنهكت الدولة العراقية، ويلفت في هذا السياق إلى أنه كان أول من دعا إلى مسألة إجراء حوار عربي كردي، حيث وجه عام 1992 الدعوة إلى 25 مثقف عربي بينهم 5 عراقيين وكذلك 25 مثقف كردي من أجل حوارمعرفي ثقافي لاستجلاء حل للقضية الكردية، ويشدد على أن الحوار ضرورة فمن شأنه معرفة المتحاورين ببعضهم، وبالتالي في سياق الحالة الكردية على سبيل المثال مطلوب الحوار ليعرف الكرد ماذا يريدون من العرب وماذا يرد العرب بدورهم من الكرد.
يقول كذلك إن تركيا هي الأخرى لديها أزمتها ويشير هنا شعبان إلى منع اللغة الكردية في البلاد عام 1984، أي أنه وفقًا له جرى نوع من الإنكار والتنكر والإهمال للأمة الكردية، لدرجة أن الكرد قيل عنهم في تركيا إنهم أتراك سكنوا الجنوب، وهو نفس ما كان يردده عبدالسلام عارف على سبيل المثال في العراق والذي كان يقول عنهم إنهم عرب سكنوا الجبال.
جاذبية أفكار أوجلان
وهنا يتوقف الدكتور عبدالحسين شعبان عند أفكار المفكر عبدالله أوجلان والذي وصفه بأنه “الزعيم المغيب منذ ربع قرن” في إشارة إلى سجنه بجزيرة إمرالي في تركيا، وقال إن أوجلان طرح فكرة تكتسب جاذبية الآن أكثر فأكثر وهي فكرة الأمة الديمقراطية التي تقوم على أن الدولة القومية إذا اقتنعت بحقوق الكرد فيمكن حل الأزمة سلميًا بالتفاهم والتعايش، ولكن إذا لم تقتنع القومية الكبرى بهذه الفكرة فلا بد لأصحاب الحق (القومية الأصغر) أن تتخذ قراراها بما أسماه شبه الاستقلال الديمقراطي، وعلى الكرد تحمل مسؤوليتهم على هذا الصعيد بالتمايز.
وقال شعبان إن هذا الحل الذي طرحه أوجلان ربما يندرج في مفهوم نظري بدأ منذ نهايات القرن الـ 19 عشر وقد طرحته المدرسة الاشتراكية العالمية، التي تحدثت عن فكرة حق تقرير المصير، والتي تعني أن للأمم والشعوب حقها في تقرير مصيرها بحرية دون أن يعني ذلك إلحاق ضرر بالآخر الشريك في الوطن، مشددًا على أن ثمن الحروب فادح دائمًا وهذا ما أكدته تجارب العراق وسوريا واليمن والسودان ولبنان وليبيا والصومال وتركيا، وبالتالي لا بد من التفكير في حلول ومعالجات.
وفي هذا السياق، لفت المفكر العراقي إلى تبني الكرد في سوريا أفكار الإدارة الذاتية، والتي اعتبرها تطبيقًا جديدًا ذكيًا لفكرة الحل الديمقراطي والأمة الديمقراطية دون الانسلاخ عن الدولة القومية وإنما الضغط علي الأخيرة للاعتراف بالقوميات الأخرى في إطار الوحدة الوطنية، كما لفت إلى أنه في العراق بعد تجربة مريرة طرح الكرد فكرة الفيدرالية وهي تعود إلى ما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، ولكن هناك خلافات كثيرة حولها، كما أن نص الدستور العراقي تتضمن العديد والعديد من الألغام السياسية التي لا يعرف توقيتات انفجارها وقد وضعت لسبب رئيسي هو عدم استعادة العراق عافيتهـ كما تطرق إلى إيران واعتبر أن الوضع فيها أصعب، إذا أن الحديث عن أي قومية لديها يعتبر ضلالة، وبالتالي أي من يتحدث عن الرغبة في حق قومي أو تمايز قومي فإن هذا بدعة وضلالة “والضلالة مكانها النار” في فكر هذا النظام، على حد قوله.
وستفاليا في كل بلد عربي
هنا يعود المفكر العراقي للحديث عن وستفاليا في كل بلد عربي لأنه لا يمكن أن تتحقق وحدة وطنية دون مصالحة وطنية، ولن تتحقق مصالحة وطنية دون مصارحة، ولا مصارحة دون تبادل معلومات وثقة وتفاهمات، مشيرًا إلى أن العلاقات بين دول الإقليم تقوم على الريبة والشك والاستقواء والمصالح غير المشروعة أحيانًا مثل تطلعات إيران وتركيا وكذلك الطغيان الخارجي الأمريكي في العراق، معتبرًا أن التفاهم بين دول المنطقة ضرورة للحصول على الاستقلال الحقيقي وتحقيق التنمية وإقامة مشروعات نهضوية حقيقية وتفاهمات جدية بعيدًا عن التناقضات الثانوية مثل الشيعة والسنة والمسلمين والمسيحيين والمسلمين وغيرهم من الأديان.
وقد أشار في هذا السياق إلى حوار استمر 50 عامًا بين الكنيستين اللوثرية والكاثوليكية وقد تم التوصل إلى اتفاق عام 2016، قام على أن يتم ترك ما يتعلق بالتاريخ للتاريخ، وكل يتحدث بما يريد دون الإضرار بالآخر والتأثير عليه، أما الخلافات فيتم تركها للدراسات اللاهوتية، لافتًا إلى أنه على الصعيد العربي كانت هناك تجربة شبيهة تمثلت في وثيقة الإخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان فرنسيس عام 2019، وهي وإن كانت ذات طيبعة فوقية لكنها تصلح لمختلف الأديان والقوميات والشعوب والألسن، من حيث تأكيدها ضرورة الانفتاح على المسيحيين والوحدة بين أتباع الأديان على أساس المواطنة الحقيقية القائمة على الحريات والمساواة والمشاركة في اتخاذ القرار والعدالة لا سيما العدالة الاجتماعية.
ويشدد شعبان على أهمية الاعتراف المتبادل بحقوق المجموعات الثقافية المختلفة، فالحقوق ناقصة إن لم يتم الاعتراف بحقوق الآخر على أساس مبدأ الحق في تقرير المصير، والأخير مبدأ قانوني لا يعني الانفصال بالضرورة فيبدأ من المواطنة الكاملة ويمر بالحكم الذاتي والفيدرالية والكونفيدرالية، منتقدًا استخدام كلمة الأقليات كونها تستبطن الهيمنة، ولذلك يفضل استخدام توصيف مجموعة ثقافية، وقال نصًا: “عروبتي ستكون ناقصة، وإسلاميتي ستكون ناقصة، إذا لم أعترف بحقوق الآخرين”.
وقال شعبان إنه لو استطعنا حل قضية الأديان في السودان منذ عام 1956 لما وصلنا إلى انفصال جنوب السودان، ولو استطعنا حل القضية الكردية في العراق منذ بداية الدولة العراقية أو على الأٌقل بعد عام 1958 لما وصلنا لما وصلنا إليه الآن، ولو استطعنا حلها في تركيا لما كانت أهدرت الدماء ولا الموارد ولا تعطلت التنمية، والأمر يتعلق أيضًا بحقوق الكرد في سوريا وكذلك ما يتعلق بأبتاع الأديان الأخرى، وبالتالي يؤكد أنه حين يدعو إلى الحوار بين القوميات الأربع الرئيسية فإن هذا لأنه لا سبيل لهم إلا العيش المشترك معًا، حتى لو كان هناك بعض من هذه الدول سواء تركيا وإيران لديهما مشروعًا خاصًا بهما في المنطقة، وهنا تسائل عن المشروع العربي، داعيًا الدول العربية هي الأخرى إلى بناء مشروع عربي نهضوي يمكن أن ينهض بتعاون بين هذه الأمم التي تشكل المنطقة.
وفي سياق حديثه عن ضرورة وجود مشروع قومي نهضوي عربي، لفت المفكر العراقي إلى بعض التجارب السابقة مثل ما طرحه المفكر العراقي خير الدين حسيب والذي كان له مساهمة حين دعا نحو 100 مثقف لمناقشة المشروع النهضوي العربي الذين بعد نقاشات توصلوا إلى مشروع يتكون من 6 أركان شملت الاستقلال السياسي والتنمية الاقتصادية والاستقلال الاقتصادي ودرجة من الرضاء لدى الناس على الحكم مرتبطة بتحقيق إنجاز، وحكم القانون والعدالة وخاصة العدالة الاجتماعية، لكنه أعرب عن أٍسفه لغياب التنمية المستدامة أي تنمية إنسانية في جميع المفاصل مثل الحريات والمساواة والمواطنة والشراكة وإصلاح الخطاب الديني، مشددًا على أن الأخير ضرورة لتقدم أي مجتمع وبالتالي لا بد أولًا من إصلاح الفكر الديني ليتم إصلاح الخطاب الديني، وإصلاح الفكر الديني يتطلب بدوره إصلاح المجال السياسي.
وعاد عبدالحسين شعبان إلى أهمية وجود وستفاليا مشرقية يلعب المثقفون دورًا رئيسيًا فيها، لأن غيابها يعني استمرار التشرذم والتضرر والطغيان الخارجي واستمرار الاحتلال الإسرائيلي ومشروعات الهيمنة التي تريد تقسيم دول المنطقة، مشددًا على أن كل دول المنطقة مهيأة للانقسام والاحتراب إن لم يتم أخذ الدرس والعظة والحوار من أجل وستفاليا مشرقية.
نحو “وستفاليا مشرقية”
ثم أخذ المفكر العراقي يؤصل لدعوته لوستفاليا مشرقية، والتي قال إنها بحاجة إلى 5 روافع رئيسية، فهناك الرافعة التعاقدية التشريعية القانونية على صعيد كل بلد عربي إن يتم الاعتراف بالمواطنة المتساوية المتكافأة والتشاركية، وعلى صعيد العلاقات الثنائية إعادة الاعتبار للحوار كوسيلة للتعاطي مع المنازعات والحل السلمي للمنازعات بين الدول واحترام السيادة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، واحترام الاستقلال السياسي ووحدة الأراضي، مشيرًا إلى أن كلها مباديء معروفة في القانون الدولي ومثبتة في ميثاق الأمم المتحدة.
ويلفت كذلك إلى أن وستفاليا الجديدة تحتاج إلى منهجية تعليمية تربوية جديدة تعلم احترام وقبول الآخر، وتتطلب تنفية المناهج من كل ما يسيء للآخر سواء على أسس قومية أو دينية أو عرقية أو مذهبية واحترام حق الاختلاف الذي يبدأ من الطفولة، كما أكد كذلك الحاجة إلى نظام قضائي في كل بلد عربي على أن يقوم على العدالة، وكذلك الحاجة إلى أن تكون هناك وسائل تحكيم بشأن الأمور المختلف عليها بين البلدان العربية والإقليمية سواء كانت حدودية أو اجتماعية أو اقتصادية أو جغرافية، أيضًا أكد الحاجة إلى دور للمجتمع المدني، مبديًا أسفه لتلاشي دور المجتمع المدني الذي نهض في الدول العربية خلال التسعينيات، مشيرًا أيضًا إلى الحاجة لأن يكون هناك دورًا للإعلام على هذا التصعيد، مشددًا كذلك على ضرورة الحوار.
وقد تلقى الدكتور عبدالحسين شعبان عديدًا من التساؤلات في ختام الندوة من الحضور الذين تنوعت أسئلتهم حول أزمة القوميات وقبول الآخر في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك غياب الوعي، وقد أجاب عليها جميعًا، وأكد في سياق ردوده على تلك الأسئلة الحاجة الدائمة إلى النقد الذاتي، مشيرًا إلى أن كمفكر يقدم نقدًا ذاتيًا لنفسه كل وقت ويتعلم من أخطائه التي يعتز بها.