الاخبار الرئيسيةدراسات

تناثر العنف: مخاطر العودة بالأزمة السورية إلى المربع صفر

إعداد الباحث/ محمد صابر ..

تدور هذه الدراسة حول بحث الأوضاع الراهنة بسوريا في ظل تزامن الكثير من التفاعلات التصعيدية معًا، فيبدو أن الصراع السوري في تصعيد خطير، قد يعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 2020، والتطورات في مختلف المناطق ليست بمعزل عن بعضها البعض، حيث بدأت الأزمة تنفجر بين كافة أطراف الصراع، بعد هجمات متبادلة أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من السوريين، سواء إن كانوا من المعارضة أو الأكراد أو المقيمين بمناطق سيطرة الحكومة السورية.

وفي ظل هذا التصعيد قد تتجه سوريا إلى مرحلة من الانهيار لكل ما يمكن أن يعتبره المجتمع الدولي تقدمًا في مسار حل الأزمة، يعود بكافة الأطراف الفاعلة مرة أخرى إلى المربع صفر، ويترك المجال أمام العنف والتفاعلات العدوانية، بما يسمح للجماعات الإرهابية أيضًا بشغل مساحة جديدة وتحقيق أهداف أكثر تطرفًا، في ظل انشغال القوى الدولية والأطراف السورية الفاعلة بالصراع فيما بينهم، لاسيما الأوضاع ذاتها التي سمحت بسيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على مساحات هائلة من الدولة، خاصًة وأن التنظيم لم ينتهي حتى اليوم، وانتشار الفوضى قد يؤدي إلى آثار وسيناريوهات أسوأ من السابق.


تتجه الأزمة السورية من سئ إلى أسوأ، بعد تطور التصعيد على مختلف الجهات وبين كافة أطراف الصراع، وبالأخص بعد تعرض الكلية الحربية بمدينة “حمص” السورية في الخامس أكتوبر الجاري 2023، إلى هجوم إرهابي غير إنساني بواسطة طائرات مسيرة، الذي أصيبت على آثره مئات الضحايا، واستشهد ما يزيد عن مائة شهيد من المدنيين والعسكريين، خلال حفل تخرج دفعة جديدة من الضباط، الأمر الذي دفع الحكومة السورية لاتخاذ قرارات -وإن كانت سريعة- بالتصعيد ردًا على هذا الهجوم الإرهابي، الذي نسبته إلى جماعات إرهابية في “إدلب” التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”، ولكن لم تنسب الحكومة السورية هذا الهجوم إلى تنظيم بعينه، سواء كان “داعش” أو “الجولاني” أو حتى المعارضة السورية التي تدعمها تركيا، ونفذت قوات الجيش السوري وبدعم من الميليشيات الإيرانية وتصعيد لاحق للطائرات الروسية، هجمات انتقامية باتجاه ريفي “إدلب” و “حلب” شمال غرب سوريا، كان ضحيته أكثر من عشرة من الشهداء والمصابين مدنيين وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتكمن خطورة الموقف في تزامن هذا التصعيد مع التوقيت ذاته الذي تعرضت فيه مناطق بشمال وشرق سوريا التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، إلى انتهاكات وهجمات تُنفذ عبر المسيرات التركية، حيث نفذت “أنقرة” 17 هجومًا على مواقع لـ “قسد” أدى لاستشهاد عشرات من السوريين وإصابة آخرين، ووفقًا لبيان وزارة الدفاع التركية الجمعة السادس من أكتوبر الجاري، قامت المسيرات التركية بهجوم آخر وتمكنت من قتل26 من عناصر “وحدات حماية الشعب الكردية”.

كما أدت الهجمات التركية بشمال وشرق سوريا إلى تدمير محطات مياه وكهرباء ومرافق ومنشآت مدنية، وهي جرائم حرب يجب أن يتم السعي إلى وقفها والعمل على إنهاء التصعيد بالصراع السوري، وقد أعلنت العديد من المنظمات الحقوقية تعليق أعمالها بمخيم “واشوكاني” في ريف الحسكة، لتعرض المخيم إلى ضربات من المسيرات التركية، حيث استهدفت الأخيرة موقعًا بالقرب من المخيم بثلاث صواريخ شديدة الانفجار، بما يشير إلى ولوج موجة هائلة من العنف واستهداف المدنيين، وحتى المخيمات التي تقع تحت سيطرة “قسد”، والتي يضم أغلبها لاسيما مخيم “الهول” أسر مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي.

بالإضافة إلى تصاعد الهجمات الإسرائيلية الموجهة إلى الأراضي السورية، والتي تزايدت بعد عملية “طوفان الأقصى”، ودعم الحكومة السورية للمقاومة الفلسطينية أمام الاحتلال، وتوجيه الميليشيات الإيرانية قذائف صاروخية تجاه ” تل أبيب”، مما أدى لتزايد القصف الإسرائيلي لمطارات دمشق وحلب، وتزايد التصعيد بالأراضي السورية.

بالتالي، تسعى هذه الدراسة إلى فحص هذه الهجمات الدامية المتزامنة في ذات التوقيت، وتحليلها بالإضافة إلى العمل على محاولة تصور مسار هذا التصعيد، الذي يهدد بعودة الأزمة السورية إلى المربع صفر، وتزايد سيل الدماء السورية البريئة، في ظل تعرض المدنيين إلى القتل بدرجة عالية من الخطورة، في ظل عدم حرص الأطراف الفاعلة بالملف السوري على التوصل لحل الأزمة، واتجاهها إلى التصعيد وبقوة، في ظل استمرار مخاطر التنظيمات الإرهابية.


هجوم الكلية العسكرية:
إن هجوم “حمص” يعد أكثر هجوم دموية خلال العام الفترة الأخيرة بسوريا، وهناك الكثير من التساؤلات المطروحة حول طبيعة هذا العمل الإرهابي، ومن الجهة التي تقف خلفه بعينها، ففي ظل توجه أصابع الاتهام إلى “تنظيمات إرهابية” في الشمال السوري، لا يمكن الجزم بأن المسئول عن هذا الهجوم الغير إنساني هو “داعش” أو “هيئة تحرير الشام” أو “المعارضة السورية” أو حتى “أنقرة”، فلم توضح الحكومة السورية معلومات أو أدلة حول هوية القائم بتنفيذ الهجوم، لكن تلك المسيرات التي قتلت الأبرياء متوفرة لدى معظم الأطراف الفاعلة بالصراع السوري وبالأخص أن تركيا تمتلك الكثير منها وتقوم بتصنيعها بتقنيات هائلة.

ومن جهة أخرى تسعى المعارضة السورية للترويج إلى سيناريوهات مفادها أن الجيش السوري يقوم بعمليات عنف ضدهم تحت ذريعة الانتقام لهجوم “حمص”، وأن المستفيد الأول من ما حدث بالكلية الحربية بالأساس هو الحكومة السورية من جهة، لكون الأمر يوفر لها ورقة جديدة يمكن استغلالها، في حشد الرأي العام بمناطق سيطرته أمام مواجهة العدو الخارجي كالمحتل التركي والتنظيمات الإرهابية، ومن جهة أخرى اعتبرت أن المستفيد من هذا الهجوم أيضًا هو إيران من أجل الحفاظ على دور أكبر لها في مساعدة الحكومة السورية على فرض السيطرة بالأراضي السورية ومواجهة الإرهاب.

لكن اتهام الحكومة السورية بذلك الاتهام أمرًا مستبعد إلى حد كبير، إن لم يكن أمرًا مستحيلًا، فالنخبة الحاكمة بسوريا هي النخبة العسكرية، وهذا الهجوم يعد ضربة في عقر دارها، بالتالي لا يمكن تصور أن يكون هذا الهجوم بعلم الحكومة السورية أو حلفاءها، وأن يتخلى “الأسد” عن داعميه الرئيسيون، وحجر الأساس لبقاء الدولة السورية صامدة حتى اليوم “الجيش السوري”، ومن هذا المنطلق يمكن القول أن التصور الأقرب في تنفيذ مثل هذا الهجوم يمكن أن ينسب إلى الأطراف الأخرى بالشمال السوري بالفعل ولكن من الصعب أن يكون دون دعم من أحد الأطراف الدولية القادرة على تزويد هذه الأطراف بمثل تلك المسيرات المتقدمة مثل تركيا، إلا أن هذا السيناريو يطرح تساؤلات أخرى حول مدى إمكانية أن تتخذ “أنقرة” تصرف معادي للحكومة السورية في هذا التوقيت خلال سعيها للتقارب مع النظام الذي لم ينجح حتى اليوم، وأيضًا بالتزامن مع تلويحها بعملية عسكرية برية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال وشرق سوريا، الأمر الذي يجعلها تواجه رفض وتدخل للحكومة السورية أمام أهدافها، التي لا يسمح “الأسد” بها في الأساس، بل وينادي بضرورة إنهاء الاحتلال التركي لشمال البلاد .

وليس من الصعب أن يتم البحث عن هوية الفاعل الذي لم يتبنى حتى الآن جريمته، خاصًة مع دعم موسكو لـ “الأسد” وتوافر ما يمكنها من التحري بكافة التفاصيل عن هذه الطائرات المسيرة التي نفذت الهجوم على الكلية العسكرية، مما يوفر القدرة على تحديد مصدر هذه المسيرات وأيضًا الطرف الذي استخدمها في تنفيذ ذلك العمل الإرهابي، الذي يعد الأول من نوعه، والموجه إلى عقر دار الجيش العربي السوري.


تصعيد تركي في الشمال:
تعمل “أنقرة” على استهداف مناطق شمال وشرق سوريا تحت ذريعة الرد على هجوم “أنقرة” والقضاء على قدرات “قسد” العسكرية، الأمر الذي يمكن أن يعتبر تصرف غير مسئول في ظل التطورات الآنية، حيث بات الحل السياسي في سوريا هو المسار الوحيد لتسوية الأزمة، ولا يمكن أن تنسى نتائج الخيار العسكري في السنوات السابقة، حتى أن التصعيد التركي استمر ولم يتوقف لفترة مستمرة، يمكن أن يؤدي ذلك للمزيد من التوتر في الشمال السوري بشكل خاص وكافة أنحاء سوريا بشكل عام، في ظل التطورات الأخيرة التي لحقت أضرارها بجميع الأطراف الفاعلة، وحتى على العلاقات الأمريكية – التركية، حينما أسقطت القوات الأمريكية مسيرة “بيرقدار” التركية، أثناء مهاجمتها لمواقع للجيش الأمريكي في مناطق سيطرة حليفته بالحرب على الإرهاب “قسد”.

ووفقًا إلى الإحصاءات التي تم إجراءها حول الخسائر في المنشآت الحيوية بشمال وشرق سوريا، على إثر القصف التركي التركي الموسع، تمتد الأضرار إلى حد التأثير على حياة الملايين من الشعب السوري، حيث تعددت الهجمات التي وجهت على أهداف حيوية ، ويمكن توضيحها على النحو التالي:

(1) تضرر قطاع المياه: فقد استهدفت المسيرات التركية محطات لتحويل المياه في ريف “تل عمر”، مما نتجت عنه أضرار مادية، بالإضافة إلى انقطاع المياه عن أكثر من 600 ألف مواطنًا سوريًا بريف “الحسكة”، نتيجة انقطاع المياه عن محطة “علوك” نتيجة القصف التركي المستمر منذ مطلع أكتوبر الجاري، مما يهدد باحتمال تفاقم أزمة المياه في “الحسكة” وريفها.

(2) آثار على مجال الصحة: من أخطر التداعيات التي تعرضت لها مناطق شمال وشرق سوريا على مستوى قطاع الصحة، منذ بدء القصف التركي لها مطلع أكتوبر الجاري، دمار مشفى “كوفيد 19” بشكل كامل، بعد هجوم جوي تركي استهدف المشفى، وتسبب ذلك في تعطل إمكانيات تلقي العلاج بالقرى المحيطة بالمشفى والقريبة منها.

(3) استهداف محطات كهرباء رئيسية: حيث تسبب القصف التركي للمنشآت الحيوية بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بإلحاق أضرار كبيرة في العديد من محطات تحويل الكهرباء، مثل محطة تحويل الكهرباء بالسد الغربي لمدينة الحسكة، التي خرجت عن الهدمة تمامًا نتيجة تدمير أجزاء رئيسية بها جراء القصف الذي تشنه المسيرات التركية منذ مطلع أكتوبر الجاري، بالإضافة إلى خروج أكثر من 6 محطات أخرى عن الخدمة كلياً.

(4)أضرار على مواقع نفطية: فقد أدى استهداف الهجمات التي تشنها تركيا على شمال وشرق سوريا إلى خروج محطات نفط وغاز عن الخدمة، مثل محطة عليان و ودمار وإلحاق الدمار في آبار نفط في مناطق متفرقة مثل منطقة “تل خاتون” وموقع “كرداهول” النفطي.

(5) تداعيات اجتماعية سلبية: توقفت العملية الدراسية في كامل منطقة شمال وشرق سوريا، من جراء القصف التركي، مما أدى لتوقف الآلاف من المدرسين عن مزاولة أعمالهم، بالإضافة إلى حرمان أكثر من 863 ألف طالب من الحصول على حقوقهم في تلقي التعليم المناسب.

بالتالي، يمكن القول أن القصف التركي شمل العديد من المناطق المدنية والحيوية، وهدد المواطنين السوريين بصورة أكبر إلى جريمة حرب لا يجب أن تستمر، ولن تحول الهجمات التركية على هذه المناطق إلا بمزيد من الدماء السورية والتداعيات السلبية التي تعود بالصراع السوري إلى العنف والتدهور، خاصًة في ظل التصعيد المستمر من مختلف الجبهات، لذلك فإن التسوية السياسية يجب أن تستمر، مع العمل على وقف هذا التصعيد الذي أفقد المسار السياسي كثيرًا من النتائج التي توصل إليها على مدار السنوات الأخيرة، وبدأ في إنتاج كوارث إنسانية أشد خطورة، وتعزيز الفرص أمام التنظيمات الإرهابية، دون توفير موارد مخصصة لمواجهتها، لانشغال الأطراف المعنية بالدفاع عن أنفسها من المواجهات العسكرية المتبادلة.


سيناريوهات العنف:
إن المطلع على المشهد السوري من جراء تعارض مصالح الأطراف، والتصعيد المتبادل في الآونة الأخيرة، يمكن له أن يرى في هذا التدهور بالأزمة السورية، خطوات عديدة إلى الخلف لكل الجهود المبذولة على مدار الأعوام الأخيرة للتسوية السياسية في سوريا، وبعد عودة “إدلب” إلى الاضطرابات التي كانت عليها من قصف مستمر ودامي، بالإضافة إلى القلق الذي قد تنجرف إليه المنطقة بأكملها التصعيد في فلسطين، خاصًة مع تدخل الحكومة السورية لدعم المقاومة الفلسطينية، في حين تعاني الأراضي السورية من توسع الهجمات المتبادلة بين كافة الأطراف الفاعلية بالملف السوري، بالإضافة إلى التصعيد الإسرائيلي تجاه مطاري حلب ودمشق، الذي أدى إلى توقف عملهما.
بالتالي، يمكن تصور مستقبل التطورات الراهنة من خلال مشاهد أقل تفاؤلاً عن ما سبق، ويمكن توضيح ذلك من خلال التصورات الآتية:

(1) حسم النزاع بالتسوية: يقوم هذا السيناريو على تصور عجز أي من الأطراف عن حسم النزاع لصالحها على حساب الآخر، أو تدخل المجتمع الدولي لإنهاء التصعيد القائم بين القوى الفاعلة في الصراع السوري، إلا أن هذا السيناريو يبقى مستبعد قليلاً على الأقل في الوقت الحالي ومع تصاعد الأحداث في مختلف الجبهات بالشرق الأوسط، بل والتصعيد بين الحلفاء أيضًا – واشنطن وأنقرة – إلا أن هذا يضمن عودة التسوية بإدلب والاستقرار بالأراضي السورية بأكملها، كما أن خفض التصعيد يتضمن إنهاء الرغبة التركية المعلنة في خوض عملية عسكرية برية ضد “قسد”، ستؤدي إلى الكثير من التداعيات الكارثية على كافة المستويات، وعلى الأمن والسلم الدوليين بالكامل.

(2) استمرار التصعيد: يبدو أن هذا السيناريو هو الأقرب – وإن كان بصورة مؤقتة – في ظل تضارب الأهداف والسياسات بين مختلف التحالفات القائمة بسوريا، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى تهديد شامل لكافة مصالح التحالف الدولي في مواجهة “داعش”، كما تسمح هذه الفوضى للميليشيات الإيرانية بتحركات أكثر مرونة على الأراضي السورية، ويهدد بترك المجال بصورة أوسع للتنظيمات الإرهابية لاسيما “داعش” في إعادة هيكلة ذاتها، خاصًة مع استمرار التصعيد التركي بشمال وشرق سوريا، مما يتيح إمكانيات تنفيذ مخططات تخص المخيمات والسجون التي تضم مقاتلي “داعش” وأسرهم من نساء وأطفال.

وفي حال نجاح هذا السيناريو، فإنه قد يؤدي إلى زيادة هشاشة الواقع الأمني على الأراضي السورية، بما قد يؤدي إلى تشكيل تهديد حقيقي وغير مسبوق للأزمة السورية، وينذر بالعودة السريعة إلى “المربع صفر”، حيث بدأ الصراع السوري واستمر بين كافة أطرافه المحلية أو الإقليمية أو الدولية، وخاصًة في “إدلب” التي شهدت حالات من الذعر وقتل المدنيين في صراع لم يتوقف منذ بداية الأزمة السورية، سوى مع كل تسوية تتم لوقف إطلاق النار ويتم اختراقها من جديد.

وختامًا، يمكن القول أن التصعيد مستمر في سوريا، خاصًة وأن الرد السوري لن يكون بسيطًا على هجوم الكلية الحربية بـ “حمص”، ويمثل ذلك فرصة انتقامية للحكومة السورية من عناصر المعارضة المسلحة التي تدعمها تركيا، الأمر الذي يحقق ميزة نسبية لـ “الأسد” في فرض نفوذه بصورة أكبر وقدرته على توفير الاستقرار من عدمه، بالتالي يبدو أن هناك الكثير من التحركات التي تسعى الأطراف – تركيا وإيران والحكومة السورية – لاتخاذها في مسار تطورات المرحلة القادمة، استدعت التصعيد القائم الآن.

ومن الضروري أن يتم العمل بصورة أسرع وأدق على إنهاء التصعيد في الأراضي السورية، وخاصًة مع عزم “أنقرة” على خوض عملية برية في الشمال السوري تجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، الأمر الذي يجب التعامل معه وفق أسس رئيسية أهمها أن الأزمة السورية يجب أن يتم العمل على إنهائها بين الأطراف السورية دون تدخل عسكري ترفضه الحكومة السورية في الشمال من قبل دولة ملاصقة حدوديًا (تركيا)، على أن يتم حل هذه الأزمة عبر المسار السياسي، يمكن أن تساهم به المنظمات الدولية المعنية بذلك “هيئة الأمم المتحدة” وترعاه، مع العمل على إنهاء أي تصعيد عسكري لكافة الأطراف المساهمة بالصراع السوري، الذي يقترب من الذكرى الثالثة عشر على تفجره.


المصادر :

1- كيف رد النظام السوري على استهداف الكلية العسكرية في حمص، BBC NEWS عربي، 6 أكتوبر 2023.
متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/3jNHI
2- سعيد عبد الرازق، تركيا تطلق “حرب مسيرات” ضد “قسد” رداً على هجوم أنقرة، الشرق الأوسط ، 5 أكتوبر 2023.
متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/KHRPCWz
3- إسرائيل: ضرب مطارَي دمشق وحلب رسالة لطهران، الشرق الأوسط، 13 أكتوبر2023.
متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/RRyVbCL

4- هجوم حمص: ما الذى تعرفه عن الهجوم على الكلية الحربية حتى الآن، C NEWS عربي، 6 أكتوبر2023.
متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/DTYpzJb
5- المرجع السابق.
6- مقاتلة أمريكية تسقط مسيرة تركية فوق سوريا.. واتصالات بين واشنطن وأنقرة بشأن الحادث، C NEWS عربي، 5 أكتوبر2023.
متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/yQI8eDP
7- خلال 5 أيام من جرائم الحرب التركية في مناطق الإدارة الذاتية.. 72 ضربة جوية تطال نحو 55 منشأة حيوية وتقتل 45 شخص، المرصد السورى لحقوق الإنسان، 10 أكتوبر 2023.
متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/MMGZCrw
8- سعيد عبدالرازق (أنقرة)، كمال شيخو (القامشلى)، هجوم حمص ينذر بإيقاظ «الحروب» السورية، الشرق الأوسط، 5 أكتوبر 2023.
متاح على الرابط التالي: https://2u.pw/oLEUMRZ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى