متابعات

مركز آتون للدراسات يشارك فى متابعة انتخابات البرلمان الكويتى

الكويت – فتحى محمود .. بدعوة من وزارة الإعلام الكويتية شارك مركز آتون للدراسات فى متابعة انتخابات مجلس الأمة الكويتي التي جاءت بعد قرار المحكمة الدستورية ببطلان حل مجلس الأمة المنتخب في عام 2020، وهو ما دعا ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى الدعوة لإجراء انتخابات جديدة (احتكامًا إلى الدستور، ونزولًا واحترامًا للإرادة الشعبية، وصونًا للمصالح العليا للبلاد، وحفاظًا على استقرارها في خضم المتغيرات الاقتصادية الدولية والإقليمية في الوقت الراهن، وجب الرجوع إلى الأمة مصدر السلطات لتقرر اختيار ممثليها للمشاركة في إدارة شئون البلاد في المرحلة المقبلة بما يساعد على تحقيق غاياتها المنشودة) حسب تعبير المرسوم الأميرى. 

وقد اظهرت النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الأمة (البرلمان)، بعد انتهاء عملية الفرز  صباح اليوم الأربعاء،  تغيير محدود بلغ نسبة 24%، وتجاوزت نسبة المشاركة 50% في معظم الدوائر الانتخابية الخمس، بحسب مُراقبين للانتخابات. ورغم أنّ نسبة المشاركة أضعف من نظيرتها في الانتخابات السابقة، إلا أنها جاءت عكس المخاوف السائدة قبل موعد الانتخابات من عزوف الناخبين عن التصويت، في ظل حالة الامتعاض من تكرار مشهد الانتخابات في الكويت للمرة الثالثة خلال عامين ونصف العام فقط.


ودخل 12 عضواً جديداً إلى تركيبة البرلمان، منهم 10 وجوه جديدة تدخل مجلس الأمة لأول مرة، وبلغت نسبة التغيير الأقل في الدائرة الأولى بواقع 10%، ثم في الدائرة الثالثة والدائرة الخامسة بالتساوي بواقع 20%، وبعدهما في الدائرة الثانية بواقع 30%، بينما كانت أعلى نسبة تغيير من نصيب الدائرة الرابعة بواقع 40%.
وحصل القبليون على نصيب الأسد من مقاعد البرلمان بواقع 23 مقعداً من أصل 50، كما هو سائد في معظم الانتخابات الكويتية خلال العقود الثلاثة الماضية، والجزء الأكبر من هؤلاء خاضوا الانتخابات كأفراد مستقلين لا ينتمون إلى تيارات سياسية، حيث يضمن تحدرهم من القبائل التي تمتلك كتل تصويت كبيرة في مختلف الدوائر حجز مقعد في مجلس الأمة. وكان أبرز من فاز منهم فهد فلاح بن جامع، نجل أمير قبيلة العوازم، التي تحتل المركز الأول في أعداد الناخبين على مستوى البلاد، بعد حصوله على المركز السادس في الدائرة الخامسة بـ6443 صوتاً.

وكان أبرز من عاد إلى البرلمان من مجلس 2022 المنحل عرّاب العمل البرلماني منذ سبعينيات القرن الماضي أحمد السعدون، الذي من المُرجح أن يعاد معه سيناريو التزكية على منصب رئيس مجلس الأمة، كما في المجلس الأخير بعد ترشحه وحيداً، بفضل الإجماع الذي ما زال قائماً عليه من قِبل المعارضة. وحصل السعدون على المركز الثاني في الدائرة الثالثة بـ6325 صوتاً خلف المُعارض مهلهل المضف، الذي حصل على 7268 صوتاً.

وجاء خلفهما، في المركزين الثالث والرابع على التوالي، كل من المُعارضين عبد الكريم الكندري بـ5878 صوتاً، ومهند الساير بـ5772 صوتاً، كما خطف مقعد البرلمان لأول مرة في الدائرة ذاتها حمد العليان، أحد أبرز قادة الشباب في الحراك الاحتجاجي المعارض في الكويت قبل عشرة أعوام، بعد حصوله على المركز التاسع بـ4782 صوتاً. وحصل ممثلو المعارضة في المجلس المنحل على مراكز متقدمة في الانتخابات. وفجّر سعود العصفور مفاجأة بحصوله على المركز الأول في الدائرة الخامسة بـ12784 صوتاً، وهو الرقم الأكبر في تاريخ انتخابات مجلس الأمة منذ تطبيق نظام الصوت الواحد، بعد تحطيمه الرقم القياسي السابق المُسجل باسم أحمد السعدون، والذي حصل على 12239 صوتاً في الانتخابات الماضية.

وجاء خلف العصفور في الدائرة الخامسة كل من المعارضيْن حمدان العازمي في المركز الثاني بـ10863 صوتاً، ثم خالد المونس العتيبي في المركز الثالث بـ8028 صوتاً، فيما خطف مقعد البرلمان في الدائرة أستاذ التاريخ في جامعة الكويت، المعارض عبد الهادي العجمي، بعد حصوله على المركز السابع بـ6341 صوتاً.
واحتلّ المركز الأول في الدائرة الرابعة اسم جديد لم يسبق له نيل عضوية البرلمان هو بدر سيار الشمري بـ8487 صوتاً.

ونجح رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم، العائد بقوة إلى المشهد السياسي، بالظفر بالمركز الأول في الدائرة الثانية بـ6661 صوتاً، بعدما اتخذ “قراراً مرحلياً” بعدم الترشح في الدورة الماضية، عقب تشكيله تحالفاً مع رئيس مجلس الوزراء السابق، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وكان حلّ مجلس 2020 فضاً رسمياً له.
وعلى الرغم من أنّ حظوظ مرزوق الغانم في منصب رئيس مجلس الأمة مقابل أحمد السعدون شبه منعدمة، إلا أنّ مشروعه هذه المرة -بعدما رمى بثقله في هذه الانتخابات- لا يهدف إلى رئاسة البرلمان، حيث من المتوقع أن يُشكّل كتلة معارضة من عشرة أعضاء على الأقل، ما يمكّنه، بحسب الصلاحيات الممنوحة وفق القانون لهذا العدد، من تشكيل جبهة صلبة ضد خصومه السياسيين.

لكن أولى مؤشرات نتائج الانتخابات قد تُوحي بتعثر مشروع الغانم، خاصة بعد فشل أستاذ القانون عبيد الوسمي في الحصول على مقعد البرلمان، حيث كانت خسارته مُستبعدة، وكان من أبرز الأسماء المُرجح أن تضمّها كتلة الغانم، بعدما قاد الوسمي ما عُرف بـ”الحوار الوطني” في مجلس 2020 المنحلّ. وفي حينه اعتبر أنّ زملاءه السابقين في المعارضة أفشلوا مشروعه من أجل تحقيق مكاسب سياسية في جلسات الحوار.

المعارضة التي حققت انتصاراً كاسحاً في هذه الانتخابات، شهدت هي الأخرى مفاجآت غير متوقعة بخسارة عدد من أعضائها الذين مثّلوا صفها الأول في الإطاحة برئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ صباح الخالد، وهم ثامر السويط ومرزوق الخليفة في الدائرة الرابعة، والصيفي مبارك الصيفي في الدائرة الخامسة، فيما فاز المعارض شعيب المويزري بشق الأنفس، بعد تراجعه من المركز الأول في الانتخابات الماضية إلى المركز الأخير (العاشر) في الدائرة الرابعة بـ5873 صوتاً، في الانتخابات الحالية.

وتراجعت مقاعد المرأة من مقعدين في المجلس المنحل إلى مقعد واحد في هذه الانتخابات، بعد فشل عالية الخالد في الحفاظ على مقعدها عن الدائرة الثانية، بينما جاءت الوزيرة السابقة جنان بوشهري في المركز السادس في الدائرة الثالثة بـ5048 صوتاً. وتمكّنت حركة العمل الشعبي (حشد)، التي يتزعمها المعارض السياسي البارز مسلّم البراك، من الحصول على مقعد في البرلمان عن الدائرة الرابعة بعد فوز ممثلها متعب عايد الرثعان بالمركز الثالث بـ7721 صوتاً.

وحافظت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس)، الجناح السياسي لـ”الإخوان المسلمين” في الكويت، على مقاعدها الثلاثة للدورة الرابعة على التوالي، بفوز أسامة الشاهين عن الدائرة الأولى، وحمد المطر عن الدائرة الثانية، وعبد العزيز الصقعبي عن الدائرة الثالثة، كما فاز المقرّب منها بدر نشمي العنزي عن الدائرة الثانية.
واستطاع “التجمع السلفي”، الذي يُعدّ المظلة السياسية الرئيسية للتيار السلفي في الكويت، رفع عدد مقاعده من مقعد واحد في 2020 ومقعدين في 2022 إلى ثلاثة مقاعد في مجلس الأمة 2023، وكانت لكل من فهد المسعود في الدائرة الثانية، وحمد العبيد في الدائرة الثالثة، ومبارك الطشة في الدائرة الرابعة. كما فاز المقرّب منهم فايز غنام الجمهور في الدائرة الرابعة.

وحافظ “تجمع ثوابت الأمة” (السلفي)، الذي يتقن الانتخابات، على وجوده في البرلمان للدورة الرابعة على التوالي، بعد فوز ممثله الوحيد محمد هايف المطيري في الدائرة الرابعة. فيما فاز السلفي المستقل عادل الدمخي في الدائرة الأولى، بالإضافة إلى المُقرّب من السلفيين، والذي حظي بعضوية مجلس الأمة لأول مرة، جراح الفوزان، في الدائرة الثالثة. وتراجع “التآلف الإسلامي الوطني” (الشيعي)، المنشقّ عن “التحالف الإسلامي الوطني”، من ثلاثة مقاعد في المجلس السابق إلى مقعدين، بخسارة مقعده في الدائرة الثالثة، بعد عدم تمكّن عبد الله غضنفر البديل عن النائب السابق خليل أبل من النجاح، فيما فاز كل من أحمد لاري عن الدائرة الأولى، وهاني حسين شمس عن الدائرة الخامسة.

ولم يتمكن “التحالف الإسلامي الوطني”، الذي عاد إلى المشاركة في هذه الانتخابات بمرشح وحيد هو عبد الصمد مصطفى في الدائرة الأولى، من الظفر بعضوية مجلس الأمة، بعد غيابه عن الانتخابات السابقة، عقب إعلان البرلماني المُخضرم عدنان عبد الصمد، الذي حافظ على مقعد التحالف الإسلامي منذ مجلس عام 1981، ولم يغب عن البرلمان سوى مرتين في مجلسي 1985 و2013، عن اعتزاله العمل البرلماني وإفساح المجال للشباب. ولم يتمكن “تجمع العدالة والسلام” (الشيعي)، من الحصول على مقعد نيابي، وفشل بالحفاظ على مقعديه في مجلس 2022، بعد خسارة ممثليْه، صالح عاشور في الدائرة الأولى، وخليل الصالح في الدائرة الثانية.

وانتخب الكويتيون البالغ عددهم 795 ألفاً و911 ناخباً وناخبة، ممن يحق لهم الانتخاب وفق القانون الكويتي، أعضاء مجلس الأمة الـ50 عبر الاقتراع السري المُباشر، من بين 207 مرشحين، منهم 13 امرأة، في عدد إجمالي هو الأقل منذ انتخابات يوليو/ تموز 2013، التي شهدت لأول مرة بوادر كسر المعارضة مقاطعة الانتخابات.
وتنقسم الدوائر الانتخابية في الكويت إلى خمس، تنتخب كل دائرة منها عشرة أعضاء، ويحق للناخب الإدلاء بصوت واحد فقط لمرشح واحد، وتبلغ مدة مجلس الأمة أربع سنوات ميلادية من تاريخ أول اجتماع له، ويجري التجديد خلال الستين يوماً السابقة لنهاية تلك المدة وفق القانون الكويتي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى