الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024: مرشحون، تحديات وسيناريوهات محتملة
تحليل نبيل نجم الدين - الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية
الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لعام 2024 والمقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 ، أي بعد نحو أحد عشر شهراً هي الانتخابات الرئاسية الـ60 والتي تجري كل أربع سنوات، وستكون انتخابات نوفمبر القادم في الولايات المتحدة هي أول انتخابات رئاسية تجري بعد إعادة توزيع الأصوات الانتخابية وفقًا لإعادة توزيع التعداد السكاني بعد عام 2020.
فقد أعاد مجلس النواب الامريكي توزيع المقاعد بين الولايات الخمسين بناءً على نتائج التعداد السكاني لعام 2020 وتم إعادة ترسيم الدوائر التشريعية في الكونغرس والولايات وصرح الرئيس الحالي جو بايدن أنه ينوي الترشح عن الحزب الديمقراطي لولاية ثانية، مع نائب الرئيس السيدة كمالا هاريس.
يتنافس قبل يوم هذه الانتخابات ستة مرشحون جمهوريون ليفوز منهم المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري في هذه الانتخابات الرئاسية.. في حين أن الرئيس جو بايدن هو المرشح المفترض حتى الآن للحزب الديمقراطي. وكانت مجموعة من الناخبين في ولاية كولورادو الذين طالبوا باستبعاد ترامب لتحريضه أنصاره على مهاجمة مبنى الكابيتول في محاولة فاشلة لعرقلة نقل السلطة إلى الديمقراطي جو بايدن بعد انتخابات 2020، العديد من الدعوى القضائية قد رفعت، وبالرغم من أن المحكمة العليا في ولاية كولورادو الأميركية، قد قضت بعدم أهلية الرئيس السابق دونالد ترامب لخوض انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية للانتخابات الرئاسية في هذه الولاية، حيث قالت المحكمة في قرارها إنها خلصت إلى “أن الرئيس ترامب ليس أهلاً لتولي منصب الرئيس بموجب المادة الثالثة من التعديل الرابع عشر لدستور الولايات المتحدة”. إلا أن المحكمة العليا الأميركية، وافقت على الاستماع إلى استئناف دونالد ترامب ضد القرار الصادر عن أعلى هيئة قضائية في كولورادو والقاضي بمنعه من خوض الانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية في الولاية الغربية.
وقد حلّت الذكرى السنوية الثالثة لهجوم 6 يناير 2021، هذا الشهر وسط انقسام كبير بين طرفي الصراع السياسي، الذي تتزايد حدته مع دخول الولايات المتحدة عامها الانتخابي في جوّ من التحديات السياسية والقانونية غير المسبوقة.
وفيما يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لتكثيف حملة إعادة انتخابه في مواجهة خصمه، الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري الأوفر حظاً، تبادل الرجلان الهجمات، مستخدمَين الهجوم على مبنى الكابيتول لحضّ الناخبين على «الدفاع عن الديمقراطية الأميركية»، وفق منظورين مختلفين.
وبينما يقدم الرئيس جو بايدن نفسه مرشحاً مدافعاً عن الديمقراطية، فهناك عدة تحديات تواجه بايدن تتلخص في:
• فهو لم يتمكّن من إقناع الناخب الأمريكي أن الاقتصاد يتحسن إذ لا يزال كثير من الأميركيين يعانون من ارتفاع تكاليف الغذاء والسكن.
• وما زالت الهجرة غير القانونية عبر الحدود المكسيكية قضية سياسية اجتماعية شائكة.
• كما أن انقسامٍ في الآراء داخل الحزب الديمقراطي حول دعم الرئيس بايدن الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة كبيراً
ومازال الكونغرس الأمريكي يعرقل محاولة الرئيس بايدن إقرار حزم إضافية من المساعدات لأوكرانيا. واخيراً فإن إحجام الرئيس بايدن التحدث عن القضايا الجنائية المختلفة التي يواجهها دونالد ترامب، حتى لا يعطي انطباعاً بأنه يؤثر في النظام القضائي، قد حرمه أيضاً من أحد أسلحته الرئيسية المحتملة ضد المرشح الجمهوري الأبرز.
واخيراً فإن السن المتقدم للرئيس بايدن قد تكون من أهم نقاط الضعف خاصة بعد تعرضه لسلسلة من السقطات والهفوات والأخطاء، أمام الكاميرا الأمر الذي لا يليق بمنصب الرئيس.
رد ترامب الذي بدأ أيضاً حملة انتخابية في ولاية أيوا على بايدن بقوله “إن سجلّ بايدن هو عبارة عن سلسلة متواصلة من الضعف وعدم الكفاءة والفساد والفشل… لهذا السبب، نظّم جو المحتال في بنسلفانيا اليوم حملة مثيرة للشفقة لإثارة المخاوف” وأضاف المتحدث باسم دونالد ترامب، ” إن بايدن هو التهديد الحقيقي للديمقراطية. فالرئيس بايدن يستغل الحكومة الأمريكية سلاحاً لمهاجمة خصمه السياسي الرئيسي، والتدخل في الانتخابات، ”
بعد نحو أحد عشر شهراً هذان الرجلان بايدن و ترامب سيكونان في الثمانينات من عمرهما وفي الوقت ذاته صار الوقت متأخراً لكي يدخل أشخاص إلى الانتخابات التمهيدية، والترشح لانتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم
وبالرغم من أن الرئيس السابق دونالد ترامب يقول ” إنه سيعمل على إنقاذ أميركا عبر الفوز في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، ضد بايدن الذي يصفه بالفاسد وأنه الرئيس الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، وأن الولايات المتحدة، القوة الرائدة في العالم باتت في تراجع وعلى شفا حرب عالمية ثالثة، لكن الرئيس السابق الجمهوري ترامب الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2021 لكنه لم يتناول أحداث 6 يناير التي شهدت اقتحاما واجتياحا لمبنى الكونغرس حصن الديمقراطية الأمريكية، ووصف المسجونين على خلفية ذلك الهجوم بأنهم رهائن وإنه إذا انتُخب سيعفو عن كثير منهم..!!.
لكن المثير للعجب والدهشة في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام أنه رغم بالرغم من أن لجنة مجلس النواب المكلفة بالتحقيق في هجوم السادس من يناير على مبنى الكابيتول أصدرت تقريرا نهائيا في أكثر من 800 صفحة وتوصلت فيه إلى قضية مفصلة مفادها أن الرئيس السابق دونالد ترامب حرض على العنف في محاولة فاشلة للتمسك بالسلطة..! وبالرغم من الاتهامات القضائية الموجهة إلي الرئيس السابق ترامب، والمخاطر المحتملة بالحكم عليه بالسجن بسبب محاولته قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020، فإن استطلاعات الرأي تمنح ترامب 60 في المائة من أصوات الجمهوريين في مواجهة منافسَيه الرئيسيين نيكي هايلي، ورون ديسانتيس، في تقدّم غير مسبوق.
وتُجري الانتخابات التمهيدية في 5 مارس في نحو 15 ولاية، بينها ولاية مين وولاية كولورادو وهو ما يُعرف أيضاً بـالثلاثاء الكبير عندما يتوجّه الناخبون ويقررون مصائر المرشحين ، وبالرغم من تقدم ترامب على بايدن في عدد من استطلاعات الرأي الأخيرة، فقد حظي الحزب الديموقراطي في ديسمبر الماضي بأسوأ نسبة تأييد لرئيس حالي قبل سنة انتخابات. وإذا أجريت الانتخابات الرئاسية في ظل هذا التراجع في شعبية الرئيس الحالي للولايات المتحدة فإن الرئيس بايدن سيخسر.
بعد مرور ثلاث سنوات، لا تزال صدمة الهجوم على مبنى الكونغرس الكابيتول هيل من قبل أنصار دونالد ترامب في 6 يناير 2021 تحدد المشهد السياسي وتؤثر على الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر. لكن على الجانب الآخر علينا الانتظار حتى تنتهي الانتخابات التمهيدية ليتضح موقف ومصير الرئيس السابق دونالد ترامب رسمياً .. عندئذ سيكون هناك حديث آخر.